بقلم : محمد غالى
دائما ما يضع الاخوان مصداقيتهم تحد اقدامهم ، ومن اجل
ان يثبتوا انهم على حق فى صغيرة فى المقابل يثبتوا انهم على باطل فى كبيرة او اكثر،
دائما كنت أبحث عن ما يرضينى ويقنعنى بأنهم صادقين فى الكثير مما يقولون او يفعلون ، وفى
نهاية المطاف لا اجد ما يرضى قناعاتى ، دائما كنت ابحث عن شىء يجعل مواطناً مصرياً
بسيطاً يبرز تعاطفه مع قضيتهم لم اجد ، أيضا الجماعة وقادتها اختاروا الانتحار
السياسى ، ليسو وحدهم فحسب بل يعملون الان على استغلال ما تبقى لهم من مؤيديهم ،
واستمالة من يتخوفون من ان تعود بيادة العسكر لتطأ بلاط السلطة من جديد ، على إعتبار انهم قد ابتعدوا عن المشهد السياسى
بمجرد تنصيب الدكتورمرسى رئيساً ، معركة الصراع على البقاء التى تقودها الجماعة
وقاداتها لن تجنى ثماراً مادامت تدار بتلك الممارسات العفوية غير المنظمة والتى
تعتمد على الاكاذيب والاعتماد على كل ما هو مفبرك ومسرب ، فقط ليفى بغرض تشوييه
الطرف الاخر او ابراز مساوئه وان كانت تلك الممارسات فى الغالب تصب فى مصلحته من
الاساس .
لم يكن الفيديو المسرب للفريق السيسى هو بداية الاخوان
فى ممارسة تلك الاساليب الهوجاء ، ولم تكن شبكة رصد هى اول من ينشر كل ما هو مسرب
او مفبرك ، فهناك الكثير من القنوات وصفحات الفيسبوك وحسابات شخصية لقيادات فى
جماعة الاخوان على مواقع التواصل الاجتماعى تقوم بهذا الدور منذ عزل الدكتور مرسى
فى 3يوليو بانقلاب شعبى من منظورى الشخصى فمن حق الشعوب ان تختار قادتها وان تنقلب
عليهم ان لم تتوافق سياساتهم مع رغبات الشعوب ،هؤلاء ينشرون كل ما يرون انه داعما
لهم بغض النظر عن رد فعل معارضيهم او ان ما ينشرونه من الممكن تصديقه او لا ، وان
كانو يعوِلون على جهل البعض فى وضع الامور فى نصابها ، او من هو تائه فى معركة من
معارك الاستقطاب السياسى فى تصديق ما يقولون او يعيرهم الاهتمام او يصدقهم بحكم
فطرته الدينية على اقتناع ان الدين والتدين راسخ ومتأصل فى الاخوان فهم بالنسبة له
اهل صدق ولا يصدر منهم العيب ابدا ،وبعض مما ينشره هؤلاء يلاقى إستحساناً من الغرب
كما تطمح الجماعة وتعوِل على الدعم السياسى والاعلامى لحلفاء التنظيم وشركاء
المصالح فى الغرب او على مستوى التنظيم العالمى المتواجد فى اكثر من 80 دولة حول
العالم وكانت مصر هى مركز قيادة هذا التنظيم .
إنتهاج الاخوان لتلك السياسات الإعلامية الخاطئة سينتهى
بهم الى مزيد من الانهيار على المستوى التنظيمى ، والى مزيد من التآكل الداخلى
والانشقاق وفقدان المصداقية والتعاطف حتى مع دماء من سقط ويسقط منهم ،الجماعة تسعى
فقط لتشويه المعارضين والتقليل من حجمهم ،تسعى للعناد مع نفسها او مع ما حدث كأن
لم يكن ،اين القضية التى يدافع عنها الاخوان ،فقط يدافعون عن نظام فاشل فاشى
واقصائى ، اراد ان يحتكر السلطة مثل من سبقه تماما وبنفس الالية .
بعض مما ينشره إعلام الاخوان لا يمكن لانسان عاقل ان
يصدقه ، والبعض الاخر كذب بيِن ، إعلامهم اهتم فقط بان يخاطب الغرب ويظهر نفسه
ضحية الانقلابيين على حد تعبيرهم ، وفى المقابل اعلامهم افقدهم الكثير من التعاطف
والدعم الداخلى ، فكيف لعاقل ان يصدق ان شخصا قد قتل برصاصة اخترقت أعلى رأسه
وخرجت من أسفل ذقنه اى دمرت المخ والفكين ان يكون قادرا على الكلام وان يقول لم
بجانبه :"إثبتوا ....الجنة حلوة اوى يا شيخ " وينقل وصية لامه ايضاً ، هذا
ما نشره "احمد المغير" احد قيادات الجماعة على حسابه الشخصى على فيسبوك
، الى جانب صور منشورة لقتلى فى سوريا على انهم فى رابعة العدوية او امام الحرس
الجمهورى ،فبكل ما يفعلون يرسخون فى عقل البعض ممن يتابعوا إعلامهم انهم يتاجرون
بالدماء ، وان كانت الدماء موجودة حقيقة فهم من يهدرون حقها ويدفعون من يتعاطف مع
من قتلو الى ألا يصدق ما يحدث ، وألا يفكر فى دعمهم او الوقوف فى صفهم منددا
بالانتهاكات المرتكبة ضدهم .
وفى واقعة اخرى تتناول شبكة رصد وغيرها من الصفحات
الداعمة للاخوان فيديو لخطاب السيسى ويقولون انه مفبرك بحجة ان عدد الميكروفونات فى
الدقيقة كذا يختلف عن عددهم بعد مضى دقائق ، وان شعار القناة فى مشهد مختلف عنه فى
مشهد اخر مع العلم ان شعار القناة الاولى فى التليفزيون المصرى متحرك تقنياً وغي
ثابت ، وناهيك عن كل هذا ، فقد قيل الخطاب وتمت إذاعته والفريق السيسى متحدثا
بشخصه فى الفيديو ، فما اوجه الفبركة فى ذلك فقط عده صور ملتقطه من الفيديو عليها
دوائر حمراء كانها لعبة اختلافات يصدقها بعض الجهلاء .